حرب من نوع أخر ما تزال مستمرة في عدن
يمنات – خاص
رغم توقف المواجهات العسكرية في محافظة عدن، جنوب اليمن، إلا أن الحرب ما تزال مستعرة بين حكومة هادي و المجلس الانتقالي الجنوبي.
الحرب المستعرة في المحافظة التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة في العام 2015، تتمثل في حرب الخدمات، و التي انعكست سلبا على حياة الناس.
أصبح سكان عدن يعانون يوميا من انقطاع التيار الكهربائي و المياه و الغاز المنزلي بشكل أساسي، فضلا عن توقف العديد من المؤسسات الحكومية كالجوازات و الأحوال المدنية و غيرها من المرافق الحكومية ذات الصلة بخدمات المواطنين، إلى جانب توقف مرتبات العسكريين و الأمنيين.
و كل ذلك يؤكد أن حربا من نوع أخر بدأت بين حكومة هادي و الانتقالي، و لعل أبزرها حرب الكهرباء، التي بات المواطن يكتوي بها، في ظل صيف قائض تشهده المحافظة الساحلية.
كهرباء عدن حذرت من انقطاع التيار الكهربائي خلال أسبوع، مع مشارفة وقود محطات التوليد على النفاذ، و الذي لم يعد منه سوى خمسة ألف و 500 طن.
منذ نهاية أغسطس/آب 2019، و عقب سيطرة الانتقالي على محافظة عدن، تضاعفت ساعات انطفاء الكهرباء، و حصلت تقطعات في امدادات المياه إلى المنازل، و بدأت أزمة غاز منزلي تطل برأسها في عدن، مع اقفال وكلاء شركة الغاز أبواب معارضهم، لعدم تموينها من قبل شركة الغاز، و توسعت الطوابير أمام محطات وقود السيارات.
و من جانب أخر توقف صرف مرتبات منتسبي المؤسسة الأمنية و العسكرية لشهر أغسطس/آب الماضي، و هو ما يضع الانتقالي على المحك، كونه أصبح سلطة الأمر في المحافظة.
رغم اعلان متحدث الانتقالي، نزار هيثم، تأمين وقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن، اليوم الاثنين 9 سبتمبر/أيلول 2019، عبر تاجر من محافظة حضرموت، يعتقد أنه التاجر البسيلي، القريب من الانتقالي و المرتبط بالبيض، إلا أن هيثم أشار إلى أن الكمية التي حصلوا عليها هي اسعافية لحين وصول الوقود المخصص لمحطات توليد الكهرباء.
و بذلك ستكون حكومة هادي قد وضعت عراقيل أمام سلطة الانتقالي في عدن، و هي ورقة يبدو أنها لجأت لها لإخضاع الانتقالي على طاولة محادثات جدة، إلى جانب أوراق أخرى، بهدف ضرب الانتقالي بالمجتمع في عدن و المحافظات المجاورة التي يسيطر عليها، و اظهاره بمثابة العاجز أمام الناس، الذين باتوا يدفعون ثمن الحرب بعد توقفها.
و خلال الأيام القادمة ستظهر كثير من المشاكل أمام الانتقالي، و أغلبها ذات صلة بحياة الناس، و من أبزها خدمات المياه و الصرف الصحي و المرتبات و عدم القدرة على الحصول على جوازات سفر و بطائق الهوية، و هي التي ستستفحل تباعا مع مرور الأيام، في حال عدم التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الحالية بين الطرفين.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.